سباق تصدير الفستق بين إيران وتركيا يتصاعد في السوق العالمية

سباق تصدير الفستق بين إيران وتركيا يتصاعد في السوق العالمية

إيران وتركيا، اللاعبان الرئيسيان في صناعة الفستق العالمية، يلعبان دورًا كبيرًا في توفير وتصدير هذه المحصول الاستراتيجي. مع تاريخ طويل من زراعة وتصدير الفستق، تظل إيران واحدة من أكبر المنتجين والمصدرين في العالم، حيث تقدم مجموعة واسعة من المنتجات عالية الجودة التي أكسبتها مكانة قوية في الأسواق الدولية. في المقابل، حققت تركيا حصة كبيرة في السوق العالمية من خلال الإنتاج واسع النطاق في مناطق مثل شانلي أورفا وغازي عنتاب، إلى جانب تنفيذ استراتيجيات تسويقية حديثة وتوسيع أسواقها التصديرية.

كل من البلدين، باستخدام مواردهما المحلية وقدراتهما الإنتاجية، في خضم منافسة شديدة لضمان مواقعهما وزيادة إيرادات التصدير. هذه المنافسة تسلط الضوء على الأهمية الاقتصادية للفستق كمنتج زراعي عالي القيمة، وأيضًا على الإمكانيات التجارية التي يمتلكها كل من البلدين لاغتنام الفرص التجارية العالمية.

الزيادة في الصادرات في الأشهر الأخيرة

في الأشهر الأخيرة، كثفت إيران وتركيا جهودهما لزيادة حصتهما في سوق الفستق العالمية. تظهر البيانات الأخيرة أن كلا البلدين، من خلال استغلال قدراتهما الإنتاجية واستراتيجياتهما التصديرية، يشهدان نموًا ثابتًا ويوسعان وجودهما في الأسواق الدولية.

مقارنة إحصائيات الصادرات

وفقًا لشركة كينيا، نقلاً عن جمعية الفستق الإيرانية، صدرت إيران 16,000 طن من أنواع الفستق المختلفة (بالقشرة وبدون قشرة) في الفترة من فبراير إلى مارس 2025. وهذا الرقم يمثل زيادة بنسبة 45% مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي. ومن بداية موسم الحصاد في سبتمبر إلى أكتوبر حتى نهاية فبراير–مارس، صدرت إيران ما مجموعه 144,000 طن. من أصل 230,000 طن من المخزون الأولي، تم تخصيص 21,000 طن للاستهلاك المحلي، وتم تخصيص البقية للتصدير.

وفي الوقت نفسه، تُظهر بيانات من جمعية المصدرين في جنوب شرق الأناضول أن تركيا صدرت فستقًا بقيمة 59.76 مليون دولار إلى 66 دولة في الربع الأول من عام 2025. وفي عام 2024، صدرت تركيا فستقًا بقيمة 229.78 مليون دولار إلى 96 دولة. وكانت أهم ثلاث وجهات تصدير هي:

  • إيطاليا – 18.55 مليون دولار

  • ألمانيا – 11.56 مليون دولار

  • كازاخستان – 3.58 مليون دولار

تشير هذه الإحصائيات إلى أن كلا البلدين على مسار لزيادة حصتهما في سوق الفستق العالمية من خلال الإنتاج الموجه والتوسع الاستراتيجي في الأسواق.

أيضًا اقرأ: أكبر منتجي الفستق في العالم: ما هو موقف إيران؟

أسواق التصدير والتوظيف التنافسي

تقوم إيران بتصدير فستقها بشكل أساسي إلى الأسواق الإقليمية بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة وتركيا ودول الاتحاد السوفيتي السابق وشبه القارة الهندية. يشير هذا التركيز إلى أن إيران تتمتع بمكانة قوية في الأسواق التقليدية؛ ومع ذلك، فإن الدخول إلى الأسواق الأوروبية ما زال يتطلب استراتيجيات جديدة وطرق تسويقية مبتكرة.

من ناحية أخرى، ضمنت تركيا وجودًا قويًا في الأسواق الأوروبية من خلال تصدير الفستق إلى إيطاليا وألمانيا، مما يعكس قدرتها على المنافسة في الأسواق الدولية الأكثر تطلبًا. يبرز هذا النجاح قدرة تركيا على تنويع وجهات صادراتها وإنتاج السلع التي تفي بالمعايير العالمية.

بينما تواصل إيران الاعتماد على أسواقها الإقليمية التقليدية، أصبحت تركيا، بتركيزها على الإنتاج عالي الجودة في شانلي أورفا وغازي عنتاب وتنوع محفظتها التصديرية، منافسًا قويًا في تجارة الفستق العالمية.

آفاق التصدير لكل من البلدين

بحلول نهاية فبراير–مارس، كانت إيران لا تزال تمتلك 65,000 طن من المخزون المتبقي، مما يشير إلى إمكانيات كبيرة لزيادة الصادرات. يمثل هذا المخزون المتبقي فرصة ثمينة لإيران لزيادة حصتها في سوق الفستق العالمية. ومع ذلك، لدخول أسواق أكثر تنافسية مثل أوروبا، يجب على إيران تنفيذ تخطيط دقيق وتحسينات في البنية التحتية واستراتيجيات تسويقية جديدة.

من ناحية أخرى، أظهرت تركيا أن تنوع الأسواق هو مفتاح النجاح. من خلال تصدير منتجات إلى مناطق مختلفة والتركيز على السلع التي تفي بالمعايير الدولية، عززت تركيا مكانتها في الأسواق التنافسية مثل أوروبا. بينما تواصل إيران الحفاظ على وجودها القوي في أسواقها الإقليمية، تواصل تركيا تعزيز مكانتها العالمية من خلال التوسع في الوصول إلى الأسواق وجودة المنتجات.

يمكن لهذا الاتجاه أن يعزز بشكل أكبر مكانة تركيا في صناعة الفستق العالمية. ويجب على إيران أيضًا تبني استراتيجيات جديدة لتعزيز قدرتها التنافسية ودخول الأسواق العالمية غير المستغلة.

ملاحظة أخيرة

تعتمد آفاق المستقبل لهذين العملاقين في صناعة الفستق بشكل كبير على قدرتهما على استكشاف أسواق جديدة وتعزيز جودة المنتجات. للبقاء في المنافسة، يجب على إيران أن تعطي الأولوية للتنمية في أسواق جديدة، وخاصة في أوروبا. من ناحية أخرى، فإن تركيا، من خلال استمرار استراتيجياتها الناجحة في تنويع وجهات التصدير والامتثال للمعايير الدولية، تستعد لتعزيز مكانتها العالمية أكثر.

في النهاية، يمكن أن يؤدي التنافس الصحي بين البلدين إلى دفع النمو في قطاع الفستق وفتح المزيد من الفرص التجارية لكل منهما.

اشترك الآن! كن على اطلاع دائم بآخر أخبار الفواكه المجففة والمكسرات، واتجاهات صناعة المواد الاستهلاكية السريعة، واحصل على عروض حصرية مباشرة إلى بريدك الإلكتروني. انضم إلينا على LinkedIn وFacebook وInstagram لتكون جزءًا من مجتمعنا ولا تفوت أي تحديث.